قال الله تعالى:
يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم (12) (الحجرات).
ويقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم:
"يا معشر مَنْ آمن بلسانه، ولم يدخل الإيمان قلبه: لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإن من اتبع عوراتهم، يتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه في بيته"(أخرجه أبوداود في: السُّنن، حديث حسن صحيح).
من أكثر الأمراض الأخلاقية والآفات الاجتماعية التي يعاني منها بعض الأفراد والمجتمعات
تتبع العورات:
وهو متابعة البحث، والتفتيش عما خفي مما يستحيي الناس، ويستنكفون من إظهاره صواباً أو خطأ، مدحاً أو قدحاً،
ومنها محاولة متابعة ومشاهدة شاشات المشتركين في الشبكة. ومعرفة كل صغيرة وكبيرة وأي الصفحات يزورن وماذا يفعلون وماذا يوجد على أجهزتهم من وثائق شخصية كالصور والرسائل وغيرها من الأمور فقط لكي يثبت لنفسه أن أستطاع أن يخترق الجهاز الفلاني وليحدث أصدقائه عن هذا الإنجاز العظيم !!
ومن آثار تتبع العورات زرع الأحقاد، والضغائن في النفوس بين الناس وذهاب الهيبة، وخسران الثقة فلا يثق فيك أحد بعد هذا العمل إضافة الى التورط في مزيد من الفسق والفجور والفضيحة في الدنيا والآخرة.
ومنها أيضا هدر المتتبع لعورات الناس حرمات نفسه ذلك أن المتتبع لعورات الناس قد أهدر حرمة الآخرين وأقل عقاب له في الدنيا أن تهدر حرمته هو، من باب:
(وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين (40) (الشورى)،
قال الله تعالى: " فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين " (194) (البقرة).
وهذا ما نبَّه إليه النبي في قوله:
"من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم فقد حلَّ لهم أن يفقؤوا عينه، ففقؤوا عينه، فلا دية له، ولا قصاص"
وزد على ذلك أنه حمل الآخرين على أن يشتغلوا بعورات غيرهم:
ذلك أن تتبع عورات الناس سيعلِّم الآخرين، لا سيما الناشئة ومن لا حصانة لديهم على أن يشتغلوا بتتبع عورات غيرهم، فيكسب من علَّمهم ذلك: إثمين:
إثم نفسه، وإثم من اقتدى به، وسار وراءه من باب: "..
. ومن سنَّ سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص ذلك من أوزارهم شيئاً".
اللهم إجعلنا من من يستمعون القول فيتبعون أحسنه..آمين